جرائم الملاحقة للصحافيين ووسائل الإعلام الفلسطينية
بقلم: سري القدوة
يحمل الإعلام الفلسطيني رسالة وطنية مهمة وشاملة وتعبر عن الواقع الوطني ومعاناة أبناء الشعب الفلسطيني وتنقل للعالم أجمع تلك الجرائم البشعة التي يرتكبها جيش الاحتلال بمكوناته المختلفة من مستعربين ومستوطنين ووحدات خاصة وشرطة ومخابرات كون ان ذرائع تنفيذ العدوان والجرائم الاسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني في القدس والأراضي العربية المحتلة باتت متنوعة ومتعددة وتعكس عمق الأزمة التي يعاني منها الاحتلال وتفرض على الإعلاميين والصحافيين الفلسطينيين أن يكونوا بمستوى الحدث لاستمرار نقل الكلمة الصادقة المعبرة عن تطلعات الشعب الفلسطيني وليكونوا عين الحقيقة المجردة امام العالم وهذا التحدي المفروض يجعلهم عرضه يومية للاستهداف الاسرائيلي وتكريس هيمنة المحتل وتعرض حياتهم للمخاطر وملاحقتهم واعتقالهم ومعاملاتهم بطرق مهينة اثناء الاعتقال تلك هي وقائع وخصوصية الرسالة الوطنية للصحافة ووسائل الاعلام الفلسطينية باتت ترفض نفسها على مجمل الحياة اليومية للشعب الفلسطيني الخاضع تحت هيمنة المحتل الغاشم.
وهنا لا يسعنا إلا وأن نحيي الزملاء والزميلات من الصحافيين الأبطال الذين يقومون بواجبهم من أجل نقل الحقيقة ويعملون في مواجهة مخاطر الموت كل التحية إلى الجنود المجهولين من الاعلاميين اخوتنا وزملائنا الأبطال الذين يعملون بظروف قاسية ويوصلون الليل بالنهار والنهار بالليل في أزقة وشوارع غزة والقدس والضفة الغربية من اجل نقل الحقيقة إنهم فرسان المعركة وجنودها المجهولين وعين الحقيقة ورسالة فلسطين للعالم.
وقد استباحت سلطات الاحتلال الاسرائيلي كل المحظورات والقوانين الدولية واستهدفت الصحافيين في محاولة لإسكات الصوت الفلسطيني ولتبقى جرائمها دون توثيق وخاصة بعد التطرق الدولي لتشكيل لجان دولية للبدا في التحقيق بجرائم الحرب الاسرائيلية التي يرتكبها جيش الاحتلال بالمناطق الفلسطينية المحتلة وخلال الحرب والعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والقدس المحتلة ومواصلة العدوان على الشعب الفلسطيني وحصارها لمخيم جنين واستباحتها المسجد الأقصى تعمدت مؤسسات الكيان الغاصب الي استهداف الصحافيين والإعلاميين الفلسطينيين بشكل مباشر والاعتداء عليهم وملاحقتهم لمحاولات اخفاء الحقائق والتغطية على جرائم الحرب التي يرتكبها جيش الاحتلال فقامت بارتكاب الانتهاكات من خلال اتخاذ اجراءات منها الاعتقال أو القتل أو هدم منازلهم أو مكاتبهم وغيرها من الوسائل التي تعكس مدى استهداف سلطات الاحتلال للصحافة والإعلام حتى أصبحت جزءا أساسيا في حربها على الشعب الفلسطيني لإسكات وقتل الحقيقة في مشهد مرعب مارسته عصابات القتلة بدم بارد دون اتخاذ اي موقف دولي بشان ملاحقه مرتكبي هذه الجرائم التي استهدفت وسائل الاعلام الفلسطينية والعربية والدولية في الاراضي الفلسطينية المحتلة.
ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي تعتدي من خلالها سلطات الحكم العسكري الاسرائيلي على الصحافيين ووسائل الاعلام الفلسطينية بل جاءت لسياسة ممتدة وطويلة ونهج يكرس حالة الفوضى القائمة ويمنح الاحتلال الوقت لتنفيذ جرائمه في ظل حالة الصمت الدولي وعدم قدرة المؤسسات الدولية فعل أي شيء سوى الاستمرار في ادانة مثل هذه الاعمال والممارسات والتنديد بها.
ولعل وقائع ما شهدته الأرض المحتلة من جرائم بات يؤكد أهمية قيام المجتمع الدولي بضرورة اتخاذ قرارات هامة وفاعلة من اجل توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ومحاكمة مرتكبي هذه الممارسات من قادة حرب الكيان المحتل وتقديمهم للحاكمة امام المحكمة الجنائية الدولية لاتخاذ التدابير القانونية بحقهم وهذا ما ينتظره الشعب الفلسطيني على الأقل من العالم حيث بات من الضروري تطبيق العدالة والقوانين الدولية لوقف جرائم الملاحقة للصحافيين ووسائل الاعلام الفلسطينية.