قصيدة بعنوان ( حبٌّ يسيِّرني إلى القبر)
ما زال حبُّكِ حتى اليومَ يعصفُ بي
يامن عشقتُ وعمري كان عمرصبي
وعشتُ أحلى ليالي العمرِ منتشياً
بالحبِّ والأُنسِ والمغنى وبالطربِ
وكنتُ أقضي سويعاتٍ تسامرني
بها فأنسى الأسى أنسى بها تعبي
وفجأةً ضاعت الأحلامُ حين غدت
منِّي العشيقةُ في وادٍ منَ الحُجُبِ
ورحتُ أصرخُ فيه يا معللتي
عودي اليَّ إلى الأحلام واقتربي
وبُحَّ صوتي ولم ترجِعْ فيا أسفي
على السنين التي مرتْ ويا عتبي
*************
ِ ما زال حبُّكِ يكويني بحرقته
والقلبُ أمسى لنار الحبِّ كالحطبِ
فقد تجاوزتُ من عمري السنين ولم
يزلْ لظى الحبِّ شلالاً من اللهبِ
ولم تزل صورة الماضي مخيِّمةّ
ووجهكِ الطلقُ عن عينيَّ لم يغِبِ
ياوردةً نضجتْ قبل الأوانِ وقد
تفتَّحتْ مثلَ حبِّ الفستقِ الحلبي
وقد قطفتُ صباها من طفولتها
من حُصرُمٍ بعضَ حبَّاتٍ من العنبِ
ورحتُ أرعى صباها في تفتُّحهِ
حتى غدا قدُّها عوداً من القصبِ
وشعرُها المتمادي في تطاولهِ
بشُقرةٍ مثلَ أمواجٍ من الذهبِ
وخصرُها ناحلٌ والصدرُ مكتنزٌ
والعينُ عينُ مهاً والجيدُ جيدُ ظبي
وان بدتْ في ظلام الليل تحسبها
بدراً محى البدرَ أو غطَّى على الشهب
*************
مازال حبُّكِ حيَّاً فيَّ متَّقداً
وقصةُ الحبِّ في أثوابها القُشُبِ
طابت لنا في ليالي الأمسِ وازدهرتْ
لكنها اليومَ لم تزهرْ ولم تَطِبِ
أحيا مع الحُلُمِ الماضي وبسمتهِ
والحزنُ يأكلُ أحشائي من الغضبِ
وأصبحتْ بعضُ أعضائي معطَّلةً
عضوٌ أُ صيبَ وعضوٌ بعدُ لم يُصَبِ
وصرتُ شيخاّ وفي سنِّ الشبابِ أنا
ضاع الشبابُ وجدَّ الموت في طلبي
**************
عجبتُ من هذه الدنيا تعيث بنا
تُحبنا ثمَّ تجفونا بلا سببِ
بالأمس كانت مع الأحبابِ تجمعنا
في روضةٍ من رياض الحبِّ والأدبِ
واليومَ صار الهوى شعراً على ورقٍ
وحالةُ الحبِّ لم ترجِعْ ولم تؤُبِ
صار الهوى قصةً تُروى ونحفظها
في دفتر الشعر أو في باطنِ الكتبِ
ورحتُ أحيا مع الذكرى على مضضٍ
كمن يعيش سدىً في منزلٍ خَرِبِ
أحيا حياةَ نبيٍّ في تقشُّفه
والله يحفظ بالآيات كلَّ نبي
أما أنا فلمن أشكو المصيبةَ في
حُبِّي وما زلتَُ حتى اليومَ لم أَتُبِ
قلبي كبيرٌ وذنبي مثلُهُ وأنا
مازلتُ أعجَبُ من هذا فيا عجبي
سامر الشيخ طه