وحدة الموقف ومشاغلة الاحتلال وتكامل الإمكانيات
بقلم: خالد صادق
عوامل ثلاثة ركز عليها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة أبو طارق في لقائه الأخير على قناة العالم الفضائية تتمثل في وحدة الموقف الفلسطيني, ومشاغلة الاحتلال الصهيوني, وتكامل الإمكانيات, الأمين العام الذي ودع بالأمس ستة من شهداء حركة الجهاد الإسلامي في معركة بأس الاحرار خلال العدوان الاحتلال الصهيوني على جنين.
تحدث القائد بلسان المنتصر الذي يعلم أن معركة التحرير تتطلب تضحيات جساماً, وان النصر ينبعث من تلك الدماء التي تتدفق وترسم خيوط النصر والانعتاق من عبودية الاحتلال.
الأمين العام دائما ما يتحدث بلسان جمعي وحدوي مسؤول, فهو الذي يخوض معاركه ضد الاحتلال منفردا, لكن ذلك لا يمنعه ولن يمنعه من البحث المستمر عن تكامل الموقف الفلسطيني, ميدانيا وسياسيا واجتماعيا, فسر قوة المقاومة الفلسطينية يكمن في وحدة الجبهة الداخلية وتعزيز حالة الصمود والمواجهة لدى شعبنا,
وتكامل المواقف الفلسطينية, حتى ان الأمين العام تحدث عن إمكانية استثمار المعارك التي خاضتها سرايا القدس وحققت خلالها إنجازات لصالح تحسين المواقف السياسية, والتحدث مع العالم بلسان المنتصر.
والتخلص تماما من منطق الهزيمة والاستجداء الذي تنتهجه السلطة الفلسطينية لأنه لا يليق بشعبنا ولا بتضحياته الجسيمة التي يقدمها كل يوم لأجل انتزاع حقوقه بالقوة من بين انياب الاحتلال,
يجب ان يؤمن الفلسطيني ان تضحياته لن تذهب هدرا, وأن السلطة مطالبة بالبناء عليها لتحقيق المكاسب لشعبنا, فالاحتلال الصهيوني لا يمنح الحقوق للشعب الفلسطيني, إنما يجب أن تنتزع منه انتزاعا, لذلك مطلوب من السلطة أن تعدد الخيارات لمواجهة الاحتلال, وليس التقوقع فقط في مسار التسوية لأنه انتهى إلى غير رجعه ولم يعد له وجود, واليوم الصهيونية الدينية تتحكم بالمشهد السياسي الإسرائيلي بالكامل, وتحدد سياساتها وفق رؤيتها النابعة من عقيدة تلمودية تؤمن «بإسرائيل» الكبرى من الفرات الى النيل, وترفع شعار الموت للعرب, ولا تؤمن مطلقا بالسلام والتعايش و«حل الدولتين» .
رسالة جديدة بعث بها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة، للاحتلال الصهيوني مفادها أن المقاومة وتحديدا سرايا القدس في الضفة باتت تملك إمكانية لصنع سلاحها بأيديها، وتطوير هذا السلاح، وأن المقاومة في الضفة اصلب واقوى مما يتوقع الاحتلال، وقد وجه التحية والشكر لوحدة الهندسة في كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس على تصنيعها العبوات التي اعطبت 7 دوريات «إسرائيلية» خلال تصديها للعدوان الإسرائيلي على جنين.
وقال القائد النخالة أقدم الشكر والتحية لوحدة الهندسة في كتيبة جنين والتي صنعت العبوات من العدم وأحدثت تغيرا في ميدان القتال»، مؤكداً أن ما حدث في جنين اليوم هو امتداد لمعركة ثأر الأحرار ومعركة وحدة الساحات.
وأضاف: «مواجهة اليوم بجنين ذات أهمية كبرى وحصلت بإمكانيات متواضعة لدى المجاهدين وأبطال كتيبة جنين أثبتوا قوتهم وقدرتهم في مواجهة العدو فنحن نتحدث اليوم عن قوة وإرادة المقاتلين الشجعان، وضعف معنويات جنود العدو», فهو يتحدث عن سلاح القوة التقنية, وسلاح الإرادة التي لا تنكسر للمقاوم الفلسطيني, والرهان على ان المقاومة ستفشل مخططات الاحتلال ومؤامراته العدوانية, وربط القائد النخالة معركة ثأر الاحرار في غزة, ببأس الاحرار في جنين فيه دلالة على وحدة الساحات, ووحدة الفعل الفلسطيني المقاومة, ووحدة الهدف وهو دحر الاحتلال عن كامل ارضنا في فلسطين التاريخية من نهرها الى بحرها, وانه لا يوجد الا خيار المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني وكل المشاريع الاخرى ثبت فشلها.
وهذه رسالة للسلطة بوجوب إعادتها النظر في سياساتها من جديد, وان تعدد من خياراتها في مواجهة الاحتلال, وإدراكها ان المقاومة هي السبيل الوحيد لانتزاع حقوق الشعب من بين انياب الاحتلال, ومسار التسوية بات عبثيا لن يصل بشعبنا الى شيء, فهو والعدم سواء, يجب أن تنقذ السلطة نفسها من حالة التيه التي تعيشها.
القائد النخالة وردا على سؤال عن تهديد الاحتلال باستهدافه قال « إنه لا نخشى تهديد ووعيد الاحتلال مضيفا أنا تجاوزت السبعين عاماً في هذا السن لست قلقاً على شيء الشهادة ستكون هدية بالنسبة لي.
وأضاف:» الشهادة في سبيل الله لا ترعبنا، وهي وسام فخر لنا والتصفية والاغتيال لا نخشاه وقادة المقاومة كلهم مستهدفون» فهو يعلم حفظه الله انه في دائرة الاستهداف دائما, ولكن هذا لا يجعله يتراجع قيد انملة عن مساره, مسار الجهاد والمقاومة, ولن يرده ذلك عن الطريق الذي اختاره لنفسه ولأبناء حركته, فالموت في سبيل الله اسمى امانينا, والشهاد فخر وشرف يبحث عنه المجاهدون الأبرار.
وختم القائد النخالة لقاءه قائلاً:» كل الشعب الفلسطيني مستهدف من الاحتلال الإسرائيلي ولا نخشى الاغتيالات والشهادة هي هدية بالنسبة لي ولم أترك شيئاً لأبكي عليه والشهادة هي وسام شرف لكل مجاهد والشهادة لا تخيفنا بل نعتبرها وساما وسنمضي في هذه الطريق حتى الانتصار وتحرير فلسطين», موجها التحية لمحور المقاومة الذي تتزعمه وتقوده ايران فقال «أن محور المقاومة يتحد وسيكون له تأثير كبير في مقاومة المشروع الصهيوني» مبيناً إن حركة الجهاد منفتحة على كل مكونات محور المقاومة والفصائل الفلسطينية.
كما بين أن طهران هي الحاضنة القوية والكبيرة للمقاومة في المنطقة ولذلك نحن في مرحلة جديدة ومهمة وإنجاز كبير لصالح محور المقاومة في مواجهة المشروع الصهيوني, مرحبا باي جهة تدعم الموقف الفلسطيني سياسيا أو اقتصاديا أو لوجستيا أو معنويا لصالح شعبنا.