#قصة_ومغزى
جميع الخيل للحمر خوادم *** شبيه الست تخدمها الموالي
((يعني كل الخيول للخيل الأحمر خوادم مثل السيدة اللي بتخدمها الخدامه))
تقول القصة :
قتل أحد الرجال هو وفرسه على يد رجل من قبيلة أخرى ومن حزن والده عليه أصيب بالعمى وكان للرجل المقتول ولد صغير ولفرسه مهرة صغيرة لونها أحمر فبدأ الجد يعلم حفيده الفروسية وبنفس الوقت كان يعتني بالمهرة بشكل جيد ويقدم لها أفضل العليق ويطحن لها عظام الخروف ويقدمه مع العلف ولم تستسيغه في بداية الأمر ولكن مع الوقت تعلمت عليه وذلك لكي تقوى عظامها إلى أن بلغت الخامسة من عمرها وهي أقوى مراحل الفرس وشبا الفرس لأن الفرس الحائل تضعف قوتها بالحرب وعندما تأكد من حملها وضع حفيده أمامه على الفرس وركب وراءه وقال له إن من قتل أباك هو فلان من العشيرة الفلانية وسنذهب إليهم وستكون أنت عيناي اللتين أرى بهما سندخل على خيمته وأسال أين هو فلان وعندما يرد أعرف مكانه فأقتله
ومضا الإثنان إلى مضارب العشيرة المطلوبة ودخلا الخيمة وكانت خيمة سيد العشيرة وفعلاً نفذا المخطط وقتل الرجل العجوز قاتل ولده ثم لكز الفرس بشدة وركضت الفرس بقوة وهربا فلحقت بهما رجال العشيرة على ظهور الخيل ولكن الفرس الحمراء كانت سريعة فلم تستطيع جميع الخيل اللحاق بهما وسأل الجد حفيده: ماهي الخيل التي بقيت ورائنا قال الحفيد: أربعة أولهم الشقرا وسأل الجد عن المنطقة التي وصلوها فأخبره الحفيد فقال الجد ادخل في الأرض الوعرة (التي تكثر فيها الحجارة والحصى)لمعرفته بأن حوافر الشقرا لينة وستتباطأ سرعتها في هذه الأرض وبعد قليل سأل من الخيل التي ورائنا قال الحفيد: الفرس الدهما فقال الجد إطلع بالفرس إلى التل لأنه عرف أن بقية الخيل سيصيبها التعب وفعلاً تأخرت الدهما عنهم وبعد قليل سأل حفيده من بقي من الخيل قال: اثنتان وأولهم الزرقا (لونها مخلوط بين الرمادي والأبيض) فقال: انزل بها الوادي لمعرفته أن الخيل البلق كثيرة الحرن (أي لا تتجاوب مع صاحبها في الحركات المفاجئة فتحرن وتتوقف) وفعلاً حصل ذلك
وبعد قليل سأل الجد: من بقي من الخيل ورائنا فقال الحفيد: لم يبقى إلا الحمرا فقال الجد:
الحمرا بالحمرا والتوكل على الله وركضت الفرس ومن وراءها الحمرا وتتبعها من بعيد بقية الخيل حتى وصلا إلى أسفل الوادي ثم إلى مجرى النهر الذي سيفصل بينهم فقفزت الفرس بالإثنين ووصلت بهما إلى الضفة الأخرى فنادى الرجال الجد من بعيد من أنت فعرف عن نفسه فقالوا له أما عن ثأرك فقد أخذته وأما عنا فأعطنا فرسك الحمرا وخذ فرسنا فنعفو عنك ولا نطاردك فقبل الشيخ وبادلهم بالحمرا التي كانت تطارده وركب هو وحفيده الذي كان مستغرباً من تصرف جده وأسرعا بالفرس
أما الرجال أرادوا أن يركبوا الفرس البطلة ولكنها وقعت وماتت وعندما شاهد الحفيد ذلك أخبر جده أن فرسهم قد ماتت فقال الجد كنت أعرف أنها ستموت لأنها عندما قفزت وبهذه السرعة تقطعت أحشائها وأحسست بها فلذلك قبلت بالمبادلة ولولا ذلك لما قبلت وعاد الإثنان بأمان إلى عشيرتهم.
جميع الخيل للحمر خوادم *** شبيه الست تخدمها الموالي..
الأصيل يبقى أصيل ؟
#ابو_فضل