كان صغيرًا في السن عندما جلس على كرسي الخلافة.
كان اول ما فعله هو ارسال رسالة إلى ملوك أوروبـا يُعلِمُهُم فيها بتَولِّيه الخلافة ويأمرهم فيها بدفع الجزية المقررة عليهم كما كانوا يفعلون من قبل.
فما كان من ملك المجر إلّا أن استهان به وقتل رسوله بعد أن ظن فيه الضعف لحداثة سنه.
وعندما علم السلطان الصغير ذلك، استشاط غضبا وقال:
ايُقـتل سفير الإسلام وانا حيّ؟؟
فما إن أصبح الصباح إلّا وقد اعد السلطـان جيشًا جرارًا مدعومًا بالسفن الحربية وكان هذا السلطان نفسه على رأس هذا الجيش
وكان قاصدًا مدينة "بلغـراد" المنيعة، والتي تعد بوابة أوروبـا الوسطى وحصنهم كما كانوا يطلقون عليها.
وهي المدينة التي لم يستطع فتحها فاتح القسطنطينية السلـطان "محمد الفاتح".
وبالفعل بدأ السلطان الصغير في حصار مدينة بلغـراد، وبعد شهرين ونصف من الحصار تسقط بلغـراد في عام 927 هـ، إحدى أقوى المدن الأوروبية.
ونزل خبر سقوط بلغـراد على ملوك أوروبـا الصاعقة.
وارتعدت فرائصهم من الرعب، وعلموا وقتها أنهم أمام سلطان من طراز فريـد.
فبعث اليه ملك روسيا والبندقية وسائر ملوك أوروبـا يهنؤنه بالفتح ويعطونه الجزية عن يد وهم صاغرون.
يقول المؤرخ الألماني هالمر:
"كان هذا السلطـان أشد خطرًا علينا من صلاح الدين نفسه" !!
هل عرفتموه ..؟؟
إنه السلـطان وأميـر المؤمنين
« السلـطان سليـمان القـانوني » رحمه الله تعالى.
حكم الدولة العثمانية 46 عاما في الفترة (1494-1566).
وقد بلغت الدولة الإسلامية في عهده أقصى اتساع لها حتى أصبحت أقوى دولة في العالم.
هزّ عـرش ملوك أوروبـا، وأذلّ الأوروبيين.
غزا أوروبا 10 غزوات.
صد الصفويين 3 مرات.
أقام السُنّة ومات بساحات الجهاد.
وقد كتب القرآن الكريم بيده 8 مرات. رحمه الله تعالى.