المسألة مسألة حياة
بقلم: جنان زيدان
مسألة وقت وتمضي، وما الوقت سوى دقائق أو ثوانٍ تمرّ لتتراكم، ومع مرور الساعات والأيام تتحوّل مسألة الوقت إلى مسألة حياة.
تتلاعب الناس بالأرقام بعدد الدقائق والساعات، وتنتظر حلولاً لا حلولَ لها وهم على يقين بأنهم يضيّعون الوقت لا أكثر؛ حتى في حالات الصّدمات العاطفية يتحايلون على قلوبهم قائلين: "مسألة وقت وكل شيء سيعود كالسابق"؛ لكن الذي لا يعلمونه أو يعلمونه ويتغاضون عنه، هو أن لا شيء يمضي هكذا، كل شيء يمضي يحطّم فينا شيئاً أو أشياء، يغتال أحاسيس ويدمّرها.
المسألة، مسألة وقت، وبعدها يعود الأمان إلى حياة من ضاع في متاهات الحياة، ولمن كان ضحيّة المكائد والأكاذيب.
المسألة مسألة وقت وبعدها تعود الضحكات لتزّين كل وجه حزين، ويعود كل شيء أجمل مما كان ولكن... كل هذه مجرّد أوهام!.
لا شيء يعود كما كان، واهمٌ من يظنّ ذلك، فمن غُدِر به سترافقه مسألة "قلة الثقة" مدى الحياة، ومن أرهقت عينيه الدموع، ستعود عيناه لتدمع لا محالة بمرور الذكريات، ومن عانى فقدان أحدهم سيبقى في حالة انتظار دون أن يدري.
المسألة ليس مسألة وقت، فالوقت هو عذر للتخفّيف من ثقل الألم، لتبسيط مشكلة ما، صدمة ما.
لكن المسألة مسألة حياة، حين تصحو من غفلتك، من سكرة الألم، من صدمة، من ضياع، فترى أن جزءً من حياتك هو الذي سُلِب منك، لم تعد كما كنت حتى وإن أردت وإن حاولت، كل من دخل حياتك سَلَبَ منك شيئاً فَبُتَّ إنساناً آخر، تملك الكثير من الأشياء وفي نفس الوقت لا تملك شيئاً، تتميّز بالكثير من الصِّفات ولكنّك لا تملك أيّ صفة.
المسألة مسألة حياة لم تعد كالسّابق، حياة همّشت وغطّتها النّدوب، حياة يدهسها الوقت ويسلب منها أشياء وأشياء ونحن في غفلة تامة، فالوقت ليس سوى وهمٌ نتمسّك به، نضحك على أنفسنا بأن كل شيء سيمرّ، لكن لا شيء يمر .
المسألة مسألة إنسان كان يعيش حياة فباتَ بلا حياة، سحقته التجارب وداسَ عليه قطار الزمن فأجبروه على الاستغناء عن كل من يحبّه وعن كل الآمال، أجبروه على ملاحقة الوقت ليسرق لحظة سعادة